أظهرت العديد من الدراسات أن العطور لها تأثير كبير على دماغ الإنسان، إذ إن استنشاق روائح العطور يؤثر بشكل كبير على وظائف المخ لأن مركبات العطر قادرة على عبور الحاجز الدموي الدماغي والتفاعل مع المستقبلات في الجهاز العصبي المركزي. يؤدي ذلك بالتالي إلى تحفيز عمل بعض الهرمونات التي تؤثّر على مشاعر ومزاج الشخص.في هذا المقال سنفسّر لكِ كيف تؤثر مختلف روائح العطور على دماغ الإنسان
كيف تؤثر العطور على دماغ الإنسان؟
ترتبط حاسة الشمّ بجزء من الدماغ يُسمّى “الجهاز الحوفي”، وهو الجزء المسؤول عن استجاباتنا السلوكية والعاطفية، وعن الذكريات. عند استنشاق العطور، تمرّ الروائح من خلال هذا الجهاز وتصل إلى الدماغ الذي يطلق الهرمونات، من هنا يمكننا أن نفهم أن روائح العطور تؤثّر على الدماغ الذي بدوره يؤثر على العواطف والذاكرة من خلال الهرمونات المُطلقة.
على صعيد العواطف، يمكن لروائح العطور أن تؤثّر على المزاج إذ هناك أنواع من الروائح التي قد تجعلنا نشعر بالفرح، وأخرى تجعلنا نشعر بالحزن. كما أظهرت الأبحاث أيضاً وجود صلة بين العطور والحالات العقلية مثل الأرق، والإجهاد، والتركيز، واليقظة. العطور، يمكن أن تستدعي أيضاً ردود فعل عاطفية قوية تؤثر بدورها على نفسيتكِ، فمنها ما يبعث السعادة في النفسية، ومنها ما يسبّب الاكتئاب والحزن.
أمّا على صعيد الذاكرة، فبعد استخدام حاسّة الشمّ لأول مرة، يتذكر الدماغ العطر في المرة التالية التي يشمّ فيها الرائحة ويستعيد بالتالي الاستجابة للحافز أيضاً. وبسبب هذا الأمر، قد تستعيدين المشاعر نفسها، والموقف الذي كنتِ فيه عندما تشمّين رائحة العطر مرة أخرى. إليكِ في ما يلي كيف يؤئّر مختلف أنواع روائح العطور على الدماغ.
فوائد العطور على الدماغ:
1- تساهم في الحدّ من التوتر والأرق
لقد أثبتت التجارب السريرية أن روائح الورد والخزامى والفانيليا وحتى القهوة يمكن أن تساعد في الحدّ من التوتر والأرق. كما أنّ اللافندر هو من الروائح المناسبة للتخلص من القلق ويساعد الجسم على الاسترخاء، ويحفز على التقليل من إنتاج هرمون الاجهاد وهو هرمون الكورتيزول، مما يجعل الشخص الذي يتنشّق رائحة اللافندر، أو الروائح الأخرى التي ذكرناها سابقاً بالتخلّص من التوتر والأرق.
2- تحسّن نسبة التركيز
يمكن أيضاً أن يتم تحسين التركيز من خلال روائح العطور القويّة، أو من خلال روائح كالنعناع والكافور والفراولة والخزامى، والتي لها تأثير يجعل الدماغ أكثر يقظة. بسبب هذا الاعتقاد، يقوم بعض المنتجين اليابانيين برش هذه الروائح في مصانعهم من أجل تحسين الإنتاجية وتقليل الهدر من خلال الأخطاء المرتبطة بالتركيز. كما يفسّر لنا هذا الأمر لماذا يتمّ استخدام روائح الكحول القوية عندما يغيب الشخص عن الوعي، في الواقع تدخل هذه الروائح القوية عبر الأنف وتصل إلى الدماغ فتحفّز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن اليقظة فيستعيد الشخص وعيه.
3- تحسّن المزاج
لرائحة العطور تأثير قوي في الروح يخترق كل الحواس، حيث تسهم الرائحة في تغيير المزاج وتعزيز السلوك الإيجابي وحتى دفعه نحو الإبداع والإلهام. تُبيّن الدراسات أن الروائح وخصوصاً تلك التي تنبع من الأزهار الحارة التي تقترب من البهارات برائحتها الحادة تنعش الفرد، وتجعله يشعر بأنه أكثر حيوية. كما أن ترفع المزاج السيئ وتنقله إلى حالة إيجابية أكثر، فمثلا حين تشعرين بالاكتئاب يساعدكِ عطر له رائحة الحمضيات برفع المعنويات فوراً. هناك 7 روائح أساسيّة من العطور التي يمكنها تغيير مزاجك وإنعاشكِ، وهي:
- رائحة الليمون التي تعزّز التركيز وتتميز بخصائص مهدئة ومفيدة عندما تشعرين بالغضب أو القلق أو الانهيار.
- رائحة اللافندر التي تحتوي على خصائص مهدئة تساعد في السيطرة على التوتر العاطفي.
- رائحة الياسمين التي تساهم في تهدئة الأعصاب.
- رائحة إكليل الجبل التي تعزّز التركيز.
- رائحة القرفة التي تساهم في تهدئة الأعصاب.
- رائحة النعناع التي تجعلكِ تشعرين بالانتعاش.
- رائحة الزنجبيل التي تُستخدم لمكافحة الشعور بالوحدة، والاكتئاب لأنّها رائحة منعشة وخشبية، وتُستخدم للتقليل من الشعور بالغثيان وكعطر ينشط الروح.
4- تزيد الثقة بالنفس
تعزّز روائح عبير المسك، والفانيلا، والعود الشعور بالأنوثة والجمال في المرأة لأنّها روائح ناعمة ولكن في الوقت نفسه تحتوي على نوع الحديّة التي تجذب من يشمّها، من هنا تعتبر هذه الروائح عامل لجذب الطرف الآخر مما يجعل المرأة تشعر بالأنوثة وترتفع لديها الثقة بالنفس. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الروائح أيضاً أن تحسّن المزاج، وتنشّط الذاكرة.
5- تساهم في الاسترخاء
إذا كنتِ تبحثين عن الهدوء والاسترخاء فيمكنكِ أن تستخدمي مزيجاً من عبير البابونج واللافندر فهذه الراوئح تنشّط الحواس وتُبقي الفرد هادئاً طوال الوقت، وتجعل الأعصاب تسترخي. لهذا السبب يتمّ استخدام زيت اللافندر من قبل المعالجين الفيزيائيين وخصوصاً خلال جلسات المساج إذ إن رائحته تساعد على الاسترخاء، وتهدئة الجسم ما يترك شعوراً كبيراً بالراحة والهدوء.